نقلته عن أختي في الله سمية قرأت لها هدا الموضوع فأحببت ان أنقله إليكم آملا الاستفادة منه
و أنا ماضية إلى بيتي في عز هذا البرد القارص
ألمح رجلا هناك و صبيا تحت تلك الشجرة
أطفال و رجال و نساء متشردون أجسادهم تهتز من شدة البرد
و بمجرد ما ألمح قسمات وجوههم البئيسة أعرف أن أغلى أمانيهم في تلك اللحظة أن يحضو بأربع جدران، بسقف، يحميهم شر هذا البرد، بكوب شاي دافئ يخففون به رعشات أجسادهم، عندما أتأمل عيونهم أحس بأنها تلومني، أحس بأنها تقول لي
أنت لديك بيتا تأوين إليه و نحن...؟؟
حينها أكـــــــــــــــــــــــــــــــره نفسي
عندما أشاهد أرملة تمد يديها بنفس مكسورة للمارة و أجد جيبي لا يملك إلا أن يعطيها بضع دريهمات لا تغني و لا تشبع من جوع
حينها أكـــــــــــــــــــــــــــــــره نفسي
عندما تتحول المجازر إلى مجرد صور تتزين بها نشرات الأخبار
حينها أكـــــــــــــــــــــــــــــــره نفسي
عندما يتصدر بلدي المراتب الأولى في الفساد بكل أنواعه
و يصبح مجرد أرض يأتي بعضهم لتفريغ نزواتهم و مكبوتاتهم عليها
حينها أكـــــــــــــــــــــــــــــــره نفسي
عندما يصبح الغش، الكذب، الأنانية
دينا لأمتي
و المال إله يعبدونه
و قاموس النفاق كتاب مقدس يحفظون حروفه
حينها أكـــــــــــــــــــــــــــــــره نفسي
عندما يصبح الإسلام غريبا وسط مليار و نصف المليار مسلم
حينها أكـــــــــــــــــــــــــــــــره نفسي
هناك في زوايا الحي شباب احترفوا لعبت النسيان فأصبح المخدر رفيقا لهم يبعدهم و لو للحظات عن واقعهم المر
و طفل هو الآخر يحاول إقناع نفسه بأنه تعدى مرحلة الطفولة و حتى سن المراهقة
لأن عليه أن يشتغل كي يعيش
فيحاول نزع ثياب البراءة عن جسده
لأن مجتمعه للأسف لا يعترف بالطفولة
فتاة...هناك..في بقعة متسخة من هذا العالم
احترفت بيع لحمها..كي تستمر
و رجل ديوث يستمتع بمقايضة جسد أهله بقنينة خمر
كل هذه المشاهد تشعرني بحزن شديد يسيطر على قلبي
أحس برغبة شديدة في الصراخ
و تمزيق رداء اليأس الذي يلبسني
و إذابة جليد الألم الذي يطبق على قلبي
و أن ألقي بأفكاري مبعثرة دون ترتيب بأبسط الكلمات دون الحاجة إلى كلام منمق
أصبحت أكره الحياة لأنها أشبه بسيمفونية حزن نفس الأحداث تتكرر نفس الآلام تعاد كل يوم
قتلى هنا و هناك وسقوط لأمة الإسلام نشهده كل يوم على نشرات الأخبار
لا شيء يتغير كل شيء ثابت في مكانه أين الوحدة المنشودة؟ أين تحرير بلاد المسلمين؟ أين الفقر الذي سنقتله؟ أين الجهل الذي سنحاربه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كل شيء كما هو، حياتنا مازالت ترقص على نفس الإيقاع و طعم واقعنا المر يزداد مرارة
مللت الوجوه و مقت تلك الضمائر النائمة
الناس يكادون يتشابهون في تصرفاتهم و لولا أن الله عز وجل خلق كل واحد منا بخلقة مختلفة لتشابه علينا الخلق
غزة تحتضر بل الأمة كلها تستلقي في غرفة الإنعاش
و مع ذلك هناك من يحضر لتصوير آخر كليباته الساقطة و هناك من يخرج آخر أفلامه الإباحية و هناك من هو مشغول بنهب أموال بلده
انظروا إلى حالنا و إلى ما وصلنا إليه من دل و هوان
لا تقولوا لي الحل لمشاكلنا
فأنا أعرف الحل كما تعرفونه جميعا
و لا أريدكم أن تحدثوني عن الأمل و تفاؤل...إلخ من الشعارات التي أكل الدهر منها و شرب
ستقولون لي لا تقنطي من رحمة الله
سأقول أنه لولا رحمة الله عز و جل لما استمر قلبي في النبض
سأقول أني لست ملاكا و لست مما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم:
"المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف و في كل الخير
أنا إنســــــــــــــــــــــــــــــــانة
أحزن أيأس..و لو للحظات..أضعف..و الدليل أنني لا أستطيع فعل شيء لأمتي
صدقوني أني أحب أمتي و أعشق ديني حد الموت لأجله
و أمنيتي هي أن أكون من أهل الرسالة و الدعوة
و أضحي كما ضحى عمر بن الخطاب و أبو بكر الصديق
أتعرفون من هو أكثر شخص أحتاجه من بعد الله سبحانه و تعالى
بل نحتاجه جميعا، نحتاج إلى رحمة قلبه و سنته
رســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول الله
تخيلوا لو كان معنا و بيننا الآن
لكان لدنيانا طعم و لون آخر
لا
بل لكانت جنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
سبحان الله حتى و هو بعيد عنا أحس بأنه بجانبي يواسيني
فعندما أسمع قوله صلى الله عليه و سلم
"الخير في و في أمتي إلى يوم الدين"
تعود الحياة لقلبي و الأمل
و أبتسم
و أعود كما كنت
سمية
أَمَة الرحمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان
التي تفخر بإسلامها