زها الخاطر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


معا لقضاء امتع الاوقات .... نلتقي لنرتقي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فتح الأندلس.... بدأ بحلم جميل وانتهى بكابوس مفجع-2-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فيصل ابو ريشه
عضو متألق
فيصل ابو ريشه


عدد المساهمات : 172
تاريخ التسجيل : 04/04/2009
الموقع : العراق

فتح الأندلس....   بدأ بحلم جميل وانتهى بكابوس مفجع-2- Empty
مُساهمةموضوع: فتح الأندلس.... بدأ بحلم جميل وانتهى بكابوس مفجع-2-   فتح الأندلس....   بدأ بحلم جميل وانتهى بكابوس مفجع-2- I_icon_minitimeالخميس مايو 07, 2009 8:45 pm

[center]فقد سقطت مدينة "طليطلة" بعد أن صارت الخيانة من الأقربين قبل الأعداء وممالاة العدو هي السياسة التي فضلها الحكام المسلمين في الأندلس.. ويروي لنا التاريخ تفاصيل مرة عن هذا الشقاق الذي دب بين بني العباد الذي جلله عارا حاكم "اشبيلية" ابن عباد حين ساعد الملك الإسباني "ألفونس" في القضاء على أخيه الذي يحكم "طليطلة"، وإذا بحثت عن بذرة الخلاف والشقاق، لوجدتها تافهة وخطيرة في آن.. وتتمثل في التسابق على الهيمنة والحفاظ على المصالح الذاتية.. ولم تكن غرناطة، الومضة الأخيرة في الحلم الجميل، استثناء من القاعدة.. فالفرقة والصراعات الداخلية سادت بين قاعات البيت الحاكم ..في الوقت الذي حقق فيه الأسبان وحدة سياسية تربطها الدم وصلة الرحم بزواج الملكة "إيزابيلا" ملكة قشتالة من "فرديناند الخامس" ملك أرجوان.



يتزامن مع ذلك أن يقوم على أمر آخر معقل من معاقل الإسلام في الأندلس ملك لا يمكن وصفه سوى أنه "ملك ضعيف"..أبو عبد الله الصغير، فرغم صموده أمام الكاثوليكيين لمدة عامين وسبعة اشهر تقريبا، سقطت عروس الأندلس "غرناطة".

كان سقوطها مقدرا سلفا من حاكم ضعيف خائر يبكي مثل النساء، ومن تفسخ في عرى المسلمين الذي يغري الأسافل بشد رقابهم إلى الوحل، ومن وحدة وتكاتف بدأه الأسبان استعداد للثأر واسترداد الضائع (يقول المؤرخون إن الزوجين "ايزبيلا" و"فرديناند الخامس" كانا يحلمان بقضاء شهر عسلهما في قصر الحمراء)، وكان طبيعيا أن تسقط آخر معاقل الأندلس..والدمع يترقرق في مقلتي حاكمها.. ولكن لا تعاطف ولا إعفاء من المسئولية..فأمه قالت له بلسان، نحسبه لسان حكيم لأم تخاطب ابنها المكلوم، "ابك كالنساء ملكا لم تحفظه حفظ الرجال".



قامت دولة الإسلام في الأندلس منذ سنة 92هجرية وظلت قائمة وصامدة تتقلب من طور لآخر ومن حال لحال بين قوة وضعف ووحدة وتفرق وعزة وذلة حتى تكاثرت عليها الخطوب وأحاط بها الأعداء من كل مكان فسقطت بعد عمر مديد وحكم فريد سنة 897هجرية أي أنها ظلت قائمة حية طيلة ثماني قرون، وهى بذلك تعتبر أطول دول الإسلام عمراً، وكان حادث سقوطها مدوياً آلم كل المسلمين على وجه الأرض، حتى أن سلطان مصر المملوكي وقتها ‘الأشرف قايتباي’ قد هدد فرناندو وإيسابيلا ملكي إسبانيا النصرانية بأن يقتل كل النصارى الموجودين بمصر واليمن والشام إذا أساءوا لمسلمي الأندلس بل إن حادثة سقوط غرناطة آخر معاقل الإسلام بالأندلس لتسامي حادثة سقوط بغداد وسقوط بيت المقدس في يد الصليبيين تارة وفى يد اليهود تارة أخرى، بالجملة كان حادث السقوط من أشهر وأخطر أحداث القرن التاسع الهجري ولكنه لم يكن الفصل الأخير في حياة المسلمين بالأندلس ، حيث جاءت بعد ذلك أحداث وفصول أشد مأساوية وأكثر إيلاماً، وبرز خلال تلك الفترة المجهولة تماماً لجمهور المسلمين العديد من الأبطال والفرسان الذين حاولوا استعادة الملك القديم، وصاحبنا هذا هو فارس الأندلس الأخير .



محاكم التفتيش

لم تكن الدموع التي ذرفها الأمير أبو عبد الله محمد وهو يسلم مفاتيح قصور الحمراء بغرناطة لملكي إسبانيا النصرانية ‘فرناندو’ و’إيزابيلا’، هي الدموع الأخيرة في بلاد الأندلس، إذ أعقبها الكثير والكثير من الدموع والدماء، فرغم العهود والأيمان المغلظة التي قطعها ‘ فرناندو’ على نفسه ووقع عليها في وثيقة استلام غرناطة الشهيرة، إلا أن الله عز وجل الذي هو أصدق قيلا قال في محكم التنزيل ‘لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ..’ وقال ‘إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا أيديهم وألسنتهم بالسوء ..’ فأبت على فرناندو صليبيته أن يفي للمسلمين بشيء من العهود والمواثيق، وكانت هذه الوثيقة ستارا للغدر والخيانة وشنيع ما سيقترف بالمسلمين في الأندلس.عهد الملك الصليبي ‘فرناندو’ إلى الكاردنيال ‘خمنيس’ مطران طليطلة ورأس الكنيسة الإسبانية مهمة تنصير مسلمي الأندلس، وكان هذا الرجل من أشد أهل الأرض قاطبة عداوة للإسلام والمسلمين، بل إن البغضاء المشحونة في قلبه كانت مضرباً للأمثال لعصور طويلة، فأنشأ هذا الرجل ما يسمى بديوان التحقيق أو عرف تاريخيا بمحاكم التفتيش وذلك سنة 905 هجرية، فكان أول عمل لهذه المحاكم أن جمعت كل المصاحف وكتب العلم والفقه والحديث وأحرقت في ميدان عام كخطوة أولى لتنصير المسلمين بقطع الصلة عن تراثهم وعلومهم الشرعية.بدأت حملة تنصير المسلمين بعد ذلك بتحويل المساجد إلى كنائس ثم جمع من بقى من الفقهاء وأهل العلم وتم إجبارهم على التنصر، فوافق البعض مكرهاً وأبى الباقون فقتلوا شر قتلة، وكان التمثيل بجثث القتلى جرس إنذار لباقي المسلمين إما التنصير وإما الموت والقتل والتنكيل وسلب الأموال والممتلكات وكانت عملية التنصير مركزة على إقليم غرناطة ومنه انتقلت حمى التنصير إلى باقي بلاد الأندلس حيث كان هناك الكثير من المسلمين تحت حكم النصارى خاصة في الوسط والشرق.هب المسلمون بما بقى عندهم من حمية وغيرة على الدين للدفاع عن هويتهم وعقيدتهم، فاندلعت الثورة في عدة أماكن من غرناطة وغيرها، واعتزم المسلمون الموت في سبيل دينهم، ولكنهم كانوا عزلاً بلا سلاح ولا عتاد، فقمع الصليبيون الثورات بمنتهى الشدة فقتل الرجال وسبيت النساء وقضي بالموت على مناطق بأسرها ماعدا الأطفال الذين دون الحادية عشرة حيث تم تنصيرهم، وبعد قمع الثورة بمنتهى العنف والقسوة، أصدر ‘فرناندو’ منشوراً بوجوب اعتناق المسلمين للنصرانية، وذلك سنة 906 هجرية ومن يومها ظهر ما يعرف في تاريخ الأندلس المفقود باسم ‘الموريسكيين’ وهى كلمة إسبانية معناها المسلمين الأصاغر أو العرب المتنصرين، ومحنتهم تفوق الخيال وما لاقوه وعانوه من إسبانيا الصليبية لا يخطر على بال.


الموريسكيون
ظهرت في بلاد الأندلس المفقود طائفة الموريسكيين وهم المسلمون الذين اضطروا للبقاء وأجبروا على إظهار النصرانية وترك الإسلام، وهذه الطائفة رغم البطش والتنكيل الشديد الذي تم بها لتجبر على التنصر، إلا إنها ظلت مستمسكة بدينها في السر، فالمسلمون يصلون سراً في بيوتهم، ويحافظون على شعائرهم قدر استطاعتهم وذلك وسط بحر متلاطم من الاضطهاد والتنكيل والشك والريبة.كانت العداوة الصليبية المستقرة في قلوب الأسبان تجاه مسلمي الأندلس أكبر من مسألة الدين أو غيرها، فقد كانت هناك رغبة جامحة عند قساوسة ورهبان أسبانيا لاستئصال الأمة الأندلسية، فظل الموريسكييون موضع ريب وشك من جانب الكاردينال اللعنة ‘خمنيس’ وديوان التحقيق، فعمل ‘خمنيس’ على الزج بآلاف الموريسكيين إلى محاكم التفتيش حيث آلات التعذيب والتنكيل التي تقشعر لها الأبدان ويشيب منها الولدان وذلك للتأكد من صدق تنصرهم وخالص ارتدادهم عن الإسلام، وكانت أدنى إشارة أو علامة تصدر من الموريسكيين وتدل على حنينهم للإسلام كفيلة بإهدار دمائهم وحرقهم وهم أحياء، واستمرت إسبانيا الصليبية في سياسة الاضطهاد والقمع والتنكيل بالموريسكيين، وبلغت المأساة مداها بعدما أصدر ‘شارل الخامس’ قراراً بمنع سفر الموريسكيين خارج إسبانيا باعتبارهم نصارى ومن يخالف يقتل وتصادر أملاكه وعندها اندلعت الصدور المحترقة بثورة كبيرة في بلاد الأندلس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://arabahlamontada.ahlamontada.net/
 
فتح الأندلس.... بدأ بحلم جميل وانتهى بكابوس مفجع-2-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتح الأندلس.... بدأ بحلم جميل وانتهى بكابوس مفجع-1-
» فتح الأندلس.... بدأ بحلم جميل وانتهى بكابوس مفجع-3
» شعراء الأندلس » ابن زيدون » يا ضبية لطفت مني منازلها
» كتاب جميل فى تعلم الانجليزية
» نصائح للحصول على قوام جميل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
زها الخاطر :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: