جف حلمه الأخير على شرفة وهن الأمس
روحه استعدت للرحيل
ذهب إلى محطة العمر في أقاصي حدود الذات
تلك المحطة الهادئة التي تكاد تخلو إلا منه
وبالنظر إلى عمر المحطة فهو يشير إلى المشيب
خيال..ما مر من هنا ومزق رسالة من الماضي مبعثرا وناثرا
أجزائها على عتبة النسيان أبقى منها الفكر
ثلاثة أجزاء والبقية ذهبت أدراج التلف
التقطها استجمع البصر الذي خالطه قليل من ضباب الوقت
قرأ الجزء الأول
كتب عليه الألم
تمتم ساخطا هاهو يسكنني
الجزء الثاني
كتب عليه بخط متعرج الو داع
خيم صمت غريب / موجع
وتردد صدى الكلمة
على مسامع الحقيقة الوداع..الوداع..الوداع
كانت هذه الكلمة نداء لشيء قد حان
أدرك أنه شيء قد صعب تجاهله مع انحسار العمر.
أما الجزء الثالث
كُتب عليه بأحرف أشبه بالرموز كأن من كتبها يؤثر الكتمان.
بصعوبة قرأها :
ا ل ح ب
أسهب النظر إلى سماء المغفرة وأرخى السمع إلى تراتيل الملائكة
فجأة أحس بنبضه الأخير
فارق الحياة وعلى قلبه ابتسامه من وله