يا (أم عوفٍ ) عــجــيــبـــاتٌ ليــاليــنا
يُـــدنـيـنَ أهـــــواءنا القصوى ويُقصينا
في كـــل يـــومٍ بلا وعـــيٍ ولا سببٍ
يُنزلن ناســـاً على حـــكـــــمٍ ويعلينا
يَدفن شــــهــدَ ابتسامٍ في مراشفنا
عــــــذباً بــعــلــقــم دمـعٍ في مآقينا
يا (أم عوفٍ ) ومــــا يُـــدريك ما خبأت
لنا المـــقــاديــرُ مــــن عُقبى ويدرينا
أنَــى وكـــيـــف ســيرحي من أعنتنا
تَطوافُنا .. ومــــتى تُلقى مـــراسينا؟
أزرى بأبيات أشـــعـــــارٍ تـــقاذفـــــنا
بيتٌ من ( الشَـــعَـــرِ المفتول ) يؤوينا
عِـــشـــنـا لها حِـــقــبــاً جُلى ندلَّلُها
فــتــجــتــويــنــا .. ونُعــلــيـها فتُدنينا
تــقـــتــات من لحـمــنا غضاً وتُسغِبنا
وتـســتـقــي دمــنا مـحـضـاً وتُظمينا
يا ( أم عــــــوفٍ ) بلوح الغيب موعدنا
هـــنا وعــــندك أضـــيافــــنا تَلاقــيـنا
لم يــبــرح العــامُ تِــلوَ العــامِ يَقــذِفنا
فــي كــلِّ يــومٍ بـمــومـــاةٍ ويــرمــينا
زواحـــفاً نــرتــمــي آنـــاً .. وآونــــــةً
مــصـــعِّـــــدين بأجـــــواء شــــواهينا
مُزعـــزعـــين كـــأن الجــــنَّ تُسلمنا
للـــريح تـــنـشُرنا حـــــيناً وتـــطــوينا
حـــتى نـــزلنا بــســاحٍ منك مُحتضِنٍ
رأد الضــحى والنــدى والرمل والطينا
مفيئٍ بالجــــواء الطـــــلق مُنصـــلتٍ
للشــمــس تجـــدع منه الريح عرنينا
خِــلــتُ الســمـــاء بـها تهوي لتلثمهُ
والنـــجــم يــســمـح من أعطافه لينا
فيه عـــطـــفنا لمــيدانِ الصِّــبا رسناً
كـــاد التـــصـــرُّمُ يــلـويــــه ويــلــوينا
يا ( أم عـــــــــــــــوفٍ ) وما آهُ بنافعةٍ
آه عــــلى عــــابثٍ رَخْـــــصٍ لماضينا
عــــلى خـــضيــلٍ أعـــــارته طلاقتها
شـــمـــس الربــيــعِ وأهدته الرياحينا
ســـالتْ لِطـــافـاً به أصباحنا ومشتْ
بالمـــنِ تــنــطِـــفُ والســلوى ليالينا
ســـمـــحٍ نجـــــرُ بــه أذيالنا مــــرحاً
حِـــــيــناً .. ونـــعـــثرُ في أذياله حِينا
آهٍ عـــلى حــــائرٍ ســــاهٍ ويرشــــدنا
وجـــــائرِ القـــصـــدِ ضِلِّيلٍ ويــهـــدينا
آهٍ عــــلى مـــلــعــبٍ - أن نستبدَّ به
ويــســـتــبـدَّ بنا - أقــصـــى أمـــانينا
مـــثـــل الطــيــورِ وما ريشتْ قوادمنا
نـــطــيـــر رهوا بما اسطاعت خوافينا
من ضحكة السَّحَرِ المشبوبِ ضحكتنا
ومـــن رفـــيـــف الصِّــــبا فـيه أغانينا
يا ( أم عــــــوفٍ ) وكاد الحلمُ يسلبنا
خــــيرَ الطــــباعِ وكــــاد العقل يردينا
خــمــســون زلــت مــلـيئاتٍ حقائبها
مــن التـجــاريـب بِــعــناها بعـشــرينا
يا ( أم عــــــــوفٍ ) بـــريئاتٍ جــرائرنا
كـــانت ، وآمــــنة العـــقــبى مهاوينا
نــســـتـــلهمُ الأمــــرَ عفواً لا نخرِجُهُ
مـــن الفــحــاوي ولا ندري المضامينا
ولا نـــعــانــي طــــوِّياتٍ مــعــقـــــدةً
كـــمـــا يَــحُــــــــلُّ تـــــلاميذٌ تمارينا
نـــأتي الــمـــآتـي مــن تلقاء أنفسنا
فــيمـا تــصــرفــنـا مــنـهـا وتُــثـنـيـنـا
إنْ نـنـدفــع فـبـعـفـوٍ مـن نــوازعـــنــا
أو نـرتــدعْ فـبــمـحــضٍ مـن نـواهـيـنا
لا الأرض كــانت مُــغــواةً تــلــقــفــنا
غــدراً ..ولا خــاتـلٌ فــيـها يــداجــــينا
إذا ارتــكــســـنـا أغــاثـتـنـا مـغــاوينا
أو ارتــكــضــنـا أقــلــتــنــا مــذاكــيـنا
أو انـصــببنا عــلى غــايٍ نـحــاولـهــا
عُـــدنا غُـــزاةً ، وإن طــاشت مرامينا
كانت مــحـــاسننا شتى .. وأعظمُها
أنَّا نـخــاف عـلـيــها مـن مــسـاويـــنا
واليــومَ لم تـألُ تـسـتشري مطامحنا
وتـــقـــتــفــيها عــلى قــدْرٍ مـعاصينا
يا ( أم عــوفٍ ) ) أدال الدهــــرُ دولتنا
وعـــاد غـمْـــزاً بـنـا مــا كـان يــزهونا
خــبا مــن العـــمـــر نـــوءٌ كان يَرزُمنا
وغـــاب نــجـــمُ شــبـابٍ كــان يهدينا
وغــاضَ نــبــعُ صـفا كـنَّــا نـــلـــوذ به
في الهاجــــرات فــيــرويـنـا ويُصــفينا
يا ( أم عـــــــوفٍ ) وقد طال العناء بنا
آهٍ عــلـى حــقــبــةٍ كـــانـت تـعـانـينا
آه عــلى أيـمـنٍ مـن ربــع صــبـوتــنـا
كـــنا نــجـول ُ بـه غــراً مــيـامــيــنـــا
كــنا نــقــول إذا مـــا فــاتــنــا سَـحَرٌ
لا بــد مــن سَـحَـــرٍ ثـــانٍ يـــواتـيـنــا
لا بــد من مــطــلـعٍ للشمس يُفرحنا
ومــن أصــيلٍ عــلى مـــهـــلٍ يـحيينا
واليـــوم نــرقــبُ في أســـحارنا أجلاً
تـقـومُ مـن بـعـده عـجـلـى نـــواعــينا
[right]