بعث أحد المؤمنين والياً على إحدى المدن الأسلامية ، وبعد مدة من الزمن أشتكاه اهلها الى القاضي ، ولما مثل أمام القضاء سأله القاضي ان يجيب على شكوى اهل المدينة وبادر القاضي بسؤاله الاول :
1- يقولون إنك تخرج من دارك صباحاً متأخراً لتصل الى عملك متاخراً أيضاً ، فقال : صحيح ما قالوا 0
2 - يقولون إنك موجود في النهار ومفقود في الليل فقال : صحيح ما قالوا 0
3- يقولون إنك تغيب في أحد الايام من الاسبوع نهاره وليله فقال : صحيح ما قالوا 0
فقال له القاضي : فما هو سر هذه الامور الثلاثة ؟
فاجابه الوالي : إن خروجي متاخراً صباح كل يوم يرجع الى إنني تقاسمت مع زوجتي اعمال المنزل فصار الخبز من نصيبي وبذلك اتاخر عن الخروج من الدار كيما يختمر العجين لأخبزه ، وأنني أشرع بعجنه بعد صلاة الصبح فأتأخر بعض الشيئ عن الوصول الى دار الامارة 0
أما غيابي في الليل فقد قسمت وقتي بين الناس والباري تعالى ، فأعطيت جهدي في النهار للناس ، ويسكن قلبي الله تعالى عندما تغفوا العيون آملاً ان اجد علاقة مع الله تعالى تعينني على قضاء حوائجي 0
أما اليوم الذي لا اخرج فيه أبداً من داري والذي لا يراني الناس فيه لا نهاراً ولا ليلاً فسببه عدم إمتلاكي ملبساً آخر لذا اكون مضطراً للبقاء في الدار بعد أن تغسل أمرأتي جميع ألبستي ، وبما أن الجو بارد ولا تجف الملابس بسرعة أبقى ملازماً بيتي طيلة النهار ، وجزء من الليل 0
وعندها شكره القاضي ومنحه جائزة وقال له :
إرجع إلى عملك مؤيداً منصوراً 0