ليبي وافتخر المشرف العام
عدد المساهمات : 109 تاريخ التسجيل : 27/03/2009 العمر : 37
| موضوع: الرحيل كان مبكرا الجمعة مارس 27, 2009 6:56 pm | |
|
يعيش في هذه الأيام أناس يعشقون الإنترنت عشقا لا يضاهيه شيئا وكان من بين هؤلاء الناس شاب وسيم يدعى (ربيع) هذا الشاب الذي لم يبلغ العشرون ربيعا كان ومازال يقضي معظم وفته أمام جهاز الكومبيوتر يستمتع بإطلاعه على المواقع العالمية الخاصة بكرة القدم وعالم السيارات والموضة وكان يدخل على مواقع الدردشة أيضا ويتعرف على الناس عبر الإنترنت ويراسلهم ويراسلونه وفي أحد الأيام تعرف من خلال الإنترنت على فتاة من سوريا كانت هي الأخرى تعشق الإنترنت تدعى سيلين كانت مقاربة له في العمر تعارفا على بعضهما وصارا أصدقاء وكان دائما يحدثها عن ليبيا وعن حياته وكانت هي أيضا تحدثه عن سوريا وعن حياتها .......كان يحكي لها عن الفراغ الذي يملأ قلبه والوحدة التي تحاصره وأنه لا يملك أصدقاء ولا أقارب له إلا جهاز الكومبيوتر الذي كان يؤنسه وكان يحدثها عن يأسه من حالة العرب الواهنة وكان يتحسر لو كان بمقدوره أن يلم شمل العرب من جديد وكانت سيلين أيضا تحدثه عن الآلام التي تمر بها بلادها من عزلة عن العالم وعن فقدان جزء من بلادها وهي أرض الجولان المحتلة التي كانت تنتمي لها سيلين وكانت أمنيتها أن يأتي ذلك اليوم الذي تعود فيه إلى أرض أجدادها وآباءها وتكمل حياتها هناك .
كان ربيع يحب سيلين كثيرا وكان مستعد أن يضحي بحياته من أجل إسعادها ولا يرى الحزن في عينيها ؛ كانت الأيام تمر بسرعة وكل يوم يزداد حب ربيع لسيلين وحب سيلين لربيع قوة هذا الحب الخيالي الذي يربطهما عبر شبكة الإنترنت ولم يرو بعضهما الآخر إلا عبر جهاز الكومبيوتر فما أروع وأغرب هذا النوع من الحب ! .
قرر ربيع في العطلة الصيفية أن يسافر إلى سوريا وأن يلتقي بسيلين.....سافر ربيع إلى سوريا فبعد وصوله إلى هناك استقل سيارة أجرة ونقلته إلى أحد الفنادق في مدينة دمشق فحجز غرفة له بالفندق ولم يشأ أن يرتاح حتى يرى سيلين فأتصل بها بالهاتف ليخبرها بوصوله إلى سوريا وأن يأخذ منها عنوان منزلها ....أخذ سيارة أجرة وطلب من السائق أن يوصله إلى العنوان الذي أعطته إياه سيلين وبعد نصف ساعة وصل إلى العنوان المحدد ونزل من السيارة لم يعرف ربيع أي منزل من المنازل التي أمامه هو منزل سيلين واتصل بها مجددا وأخبرها عن موقعه فقالت له انتظر قليلا فوقفت أمام النافذة وبدأت تلوح له بيدها .....لم يكن يعرف ربيع بأنه تفصله أمتار معدودة عن سيلين فبعد أن قالت له انظر إلى المنزل الذي تقف أمامه لمح ربيع سيلين....وأخيرا التقى ربيع بسيلين ليس عبر شاشة الكومبيوتر ولكن وجها لوجه ليلتقي الحب الذي كان محصورا على الإنترنت.
استقبل أهل سيلين لربيع بكل حفاوة ورحابة صدر منهم وعرفتهم بربيع واصطحبت سيلين ربيع في نزهات وعرفته على الشام وحارات الشام القديمة وزار ربيع الجامع الأموي بدمشق الذي يعتبر من أجل ماتركته الحضارة الإسلامية في العصر الأموي .
أتصل ربيع بأهله وأخبرهم بأنه يريد أن يستقر في سوريا لمدة فوافق أهله على ذلك وبعثوا له المال ليرتب نفسه ويؤجر بيت ليعيش فيه .
بعد شهر سافر ربيع مع سيلين إلى لبنان لتزور سيلين أحد أقاربها في لبنان تجول ربيع في بيروت هذه المدينة الهادئة وصدفة تعرف ربيع في أحد مقاهي بيروت الشعبية على شاب لبناني مسلم كان هذا الشاب ينتمي إلى حركة مقاومة إسلامية تطلق على نفسها "حزب الله" ودارى بينهما حديث حول المقاومة وأهدافها ....قررربيع بأن ينضم إلى تلك الحركة بدون أن يأخذ بمشورة سيلين......واتفق ربيع والشاب على موعد بحيث يعرفه على أعضاء الحركة ويصطحبه إلى مقرها.
رجع ربيع مع سيلين إلى سوريا ولم يخبرها بالأمر الذي جرى بينه وبين الشاب اللبناني وبعد مرور شهر رجع ربيع إلى لبنان للقاء بالشاب اللبناني الذي كان اسمه "الحسين " كما اتفقا من قبل على الموعد والمكان الذي التقوا فيه من قبل وهو أحد مقاهي بيروت الشعبية .... إلتقى ربيع بالحسين وفورا إصطحبه إلى مقر الحركة حتى يلتقي بأحد أعضاء الحركة .....والتقى بأحد أعضاء الحركة في مكتبه وتبادلوا الحديث و اخبره ربيع بأنه يحب أن ينظم إلى الحركة... تردد الرجل الذي كان مشرفا على تدريب المجندين الجدد الذين يلتحقون بالمقاومة وقال لربيع المستقبل أمامك يا بني ولا زلت صغيرا على مثل هذه الأمور....لم يستسلم ربيع لما قاله الرجل حتى أقنعه فوافق المشرف وأدلى ربيع القسم على أن لايخون المقاومة يوما وان يقدم روحه فداء للعروبة والإسلام واخبرهم بأنه يجب عليه أن يعود إلى سوريا وبعد مدة سوف يعود ويبدأ التدريب مع المقاومة .
رجع ربيع إلى سوريا والتقى بسيلين وبدأت تسأله عن سبب ذهابه إلى لبنان وماذايفغل هناك ؟ بدأت تشعر بان ربيع يخبا عليها شيئا لايريدها أن تعرفه فلقد قال لها انه أراد البحث عن عمل في لبنان فوجد عملا هناك فلم تصدق الأمر بعد أسبوع من عودته رجع ربيع إلى هناك بدون إخبارها بالأمر ولكن اخبر أهلها بأنه التحق بحركة المقاومة وقال لهم لاتخبروها بذلك وان يخبروها بأنه يريد أن يدرس ويعمل بلبنان ....سافر ربيع بدون توديع سيلين وصل إلى بيروت واستقر هناك وبدا يتدرب مع المقاومة على السلاح حتى تعشب المشرف الذي كان يشرف على تدريبه بسرعة تعلمه على القتال بالسلاح وإتقانه لذلك....بعد شهر رجع ربيع إلى سوريا ليطمئن على سيلين فوجدها في حالة يرثى لها بعد غيابه تعرضت لوعكة صحية فلقد أصيبت بذبحة صدرية دخلت على إثرها المستشفى وبقيت فيها أكثر من 15يوما...زارها في البيت فلما رأته سيلين انهمرت عيناها من الدموع فرحا وشوقا بعودة ربيع.
لم يستطع ربيع أن يخبئ عن سيلين أمر التحاقه بالمقاومة فقال لها جئت إليك لأخبرك عن الأمر الذي لاتعرفيه وكنت أخفيه عنك وهو إنني قد التحقت بحركة المقاومة في لبنان وبأنني بعد مدة سوف التحق بإخواني في المقاومة في ساحات القتال بدأت سيلين تقبل يدي ربيع فرحا بما سمعته منه وقالت له إنها ستبقى وفية لحبها له مهما صار وإنها راضية عما يفعله .
فاقسم ربيع أمام سيلين وأهلها بأنه سيأتي ذلك اليوم الذي يتحرر فيه ارض لبنان وارض أجدادها وارض فلسطين من العدو عاجلا أم آجلا بيد المقاومة الإسلامية التي لن تهدا حتى تحرر الأرض العربية.
وطلب من سيلين بان لا تبكي إذا وصلها خبر استشهاده......بعد ثلاثة شهور بدأت هناك مناوشات بين المقاومة والعدو الصهيوني في مزارع شبعا وفي إحدى العمليات للمقاومة طلب ربيع ورفاقه من قائد العملية بان يقتحموا الموقع للعدو وافق القائد وتمنى لربيع ورفاقه التوفيق وقال لهم النصر أو الاستشهاد....لحظات قليلة حتى اقتحم ربيع ورفاقه الموقع تحت تبادل لإطلاق النار بين المقاومة والعدو.....اقتحموا الموقع واسروا ثلاثة جنود للعدو وأذبهم ينسحبون من ساحة القتال تعرض ربيع لرصاصة طائشة استقرت في قلبه على الفور حمله احد رفاقه على كتفه ووصل به إلى اقرب مسعف فوجده قد فارق الحياة ربيع تاركا وراءه أمنيات لأمة تحلم بمستقبل حر وسعيد .
كانت وكالات الإخبار تتابع الحدث تبادل إطلاق النار بين المقاومة وبين العدو الصهيوني لساعات لم يصل بعد نبا استشهاد ربيع إلى احد حتى إلى مقر المقاومة وبعدها شاع الخبر في كل مكان.
في سوريا وفي منزل سيلين وبعد ما تناولت الغذاء جلست وفتحت التلفاز لتسمع الاخبارهي ووالدها ففتحت على قناة الجزيرة الإخبارية لتسمع صوت المذيعة وهي تقول بان المقاومة الإسلامية قد أسرت ثلاثة جنود للعدو الصهيوني لم تتمالك سيلين نفسها من الفرح فبدأت تقفز فرحا بهذا الخبر .
وبعد لحظات تقول المذيعة بان المقاومة قد فقدت احد جنودها في المعركة وبأنه كان من الذين اسروا الجنود الثلاث وبان اسمه ربيع وهو من ليبيا.
سيلين لم تصدق ما تسمع بدأت تزغرد عاليا بأعلى صوتها على روح شهيد الأمة الذي كان قد وعدها بالعودة إلى الجولان... بذلك القدر توقف الحب الذي كان يشع من ربيع إلى سيلين الحب الذي كانت بداياته عبر الانترنت وكانت نهايته التضحية من اجل كرامة قد انتهكت ومازالت تنتهك.
| |
|
زها مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 594 تاريخ التسجيل : 15/03/2009 العمر : 54 الموقع : https://zahz.yoo7.com
| موضوع: رد: الرحيل كان مبكرا الجمعة مارس 27, 2009 7:43 pm | |
| اهنئك صديقي علي خيالك الرائع وحسك الجميل
وبعد لحظات تقول المذيعة بان المقاومة قد فقدت احد جنودها في المعركة وبأنه كان من الذين اسروا الجنود الثلاث وبان اسمه ربيع وهو من ليبيا امانينا بان تكون هالامة امة واحدة فعلا احي فيك روحك وحسك القومي يااخي الليبي لكل ودي. | |
|