بسم الله الرحمن الرحيم
هل الأدوية النفسية تسبب ادمان ؟
هل سأتخلص من الأدوية النفسية يوما ما؟
استخدم الأدوية النفسية منذ زمن ولا استطيع تركها فهل هذا ادمان؟
استخدم الأدوية النفسية ثم اتحسن وعندما اوقفها تعود لي الحالة السابقة فهل سأبقى عليها طيلة عمري؟
اعرف الكثير يستخدمون الأدوية النفسية منذ زمن بعيد واخشى ان اكون واحدا منهم ؟
اسئلة كثيرة اسمعها او اقرئها او ترد علي بشكل يومي عن الأدوية النفسية واحتمالية الإدمان عليها بل لا ابالغ ان قلت انه الهاجس الأكبر لدى الكثير من من يستخدمون الأدوية النفسية
واحيانا كثيرة اخرى يكون هذا الهاجس السبب في عدم زيارة الطبيب النفسي وتحمل الألم النفسي برغم شدتة خوفا من هذا الشبح المزعوم
فهل هذة حقيقة ؟
وهل ما نسمعة من اسئلة مماثلة مبالغ فيها ؟
ام ان الأطباء النفسيين يحاولون التقليل من شأن هذه المشكلة على الرغم من وجودها؟
ولا اخفيكم سرا ان قلت ان الإجابة على هذة الأسئلة فية من الصعوبة الشيء الكثير لوجود الكثير من المفاهم الخاطئة و لجهل الناس بلأمراض النفسية ولوجود بعض الممارسات الخاطئة لدى الكثير من المرضى النفسيين واحيانا اخرى من بعض الأطباء النفسيين وللأسف اما جهلا او سوء تقدير او حتى طمعا ماديا
لذا سأحاول في عجاله ان الخص الإجابة على هذة الأسئلة في نقاط مبسطة حتى يسهل فهمها من جميع الناس
1- سأحاول اولا ان اشرح معنى الإدمان من وجهة نظر الأطباء النفسيين لأنني وجدت الكثير من الفهم الخاطئ لهذا المصطلح فهنالك الإدمان اسلوكي (وقد يتسنى لي الحديث عنه في فرصة اخرى ان شاء الله) والإدمان الجسدي وهو ما يهمنا هنا وهو بشكل مبسط الإعتماد على مادة او عقار بحيث لا يستطيع الشخص تركة واذا حاول فإنة تحدث لة اعراض انسحابية شديدة اضافة الى زيادة الجرعة بشكل تدريجي للحصول عل نفس التأثير السابق لأنة مع مرور الوقت يبدأ الجسم في التعود عليها ولا تعطي نف التأثير السابق مما يضطر المستخدم الى زيادة الجرعة او البحث عن بديل يؤدي نفس الغرض. اذا لا بد من التعود وزيادة الجرعة للحصول على نفس التأثير ليكتمل التعريف.
2- لا بد من فهم ان الأدوية النفسية تختلف كثيرا عن بعضها ويوجد من الأدوية النفسية انواع كثر. منها ما هو مثبت علميا انه يسبب ادمان جسدي ومن الأمثلة عليها بعض المهدئات مثل اغلب ال (benzodiazepines)بمختلف انواعها الا ما ندر واستخدامها لابد ان يكون تحت اشراف طبي ولفترة قصيرة . ومنها ما لا يسبب ادمان جسدي( بمفهومة لدى الأطباء النفسيين كما سبق) ويندرج تحت هذا النوع اغلب الأدوية النفسية.
3- ان الأمراض النفسية تختلف من حيث مدة الإصابة ويمكن تقسيمها الى ثلاثة انواع :-
أ- الأمراض المزمنة او التي قد تستمر طيلة العمر ومن افضل الأمثلة عليها فصام العقل او( schizophrenia) بأنواعها وفي هذه الحالة قد يحتاج المريض الإستمرار على الدواء طيلة عمرة وبجرعات متفاوتة وحسب الإستجابة مثلها مثل الأمراض العضوية كالسكري مثلا.
ب- الأمراض التي تأتي بشكل نوبات تستمر لفترة معينة ثم تخف تماما وما تلبث ان تعود مرة اخرى بسبب او بدونة وقد يستمر ذلك مدى الحياة ومن الأمثلة عليها الإضطراب الوجداني ثنائي القطب (bipolar disorder) وتستخدم الأدوية في حال النوبة لتخفيفها ومن ثم الوقاية من حدوثها مرة اخرى او على الأقل التقليل من حدة وعدد النوبات وفي هذة الحالة قد يحتاج المريض الإستمرار على الدواء طيلة عمرة.
ج- الأمراض التي تأتي مرة واحدة واذا عولجت بشكل جيد فإنها قد تزول تماما وقد تعود احيانا تحت اي ظرف من الظروف لأنة احيانا يكون المريض مهيأ اما وراثيا او اجتماعيا لمثل هذة الأمراض ومن الأمثلة عليها الإكتئاب والقلق بأنواعة وحينها لابد من استخدام الدواء فترة المرض مع فترة وقاية جيدة بعد التحسن قد تستمر ستة اشهر الى سنه من التحسن التام وبنفس الجرعة ثم تقليل الدواء بشكل تدريجي حتى يتم ايقافة تماما . واذا عاد المرض لأي سبب من الأسباب كما ذكرنا فلابد من العودة الى الدواء
.
4- تختلف استجابة الناس للدواء وافضل ما يمكن قولة في اغلب الأمراض النفسية وليس جميعها مع التحفظ على ذلك ولكن هذا للتبسيط فقط هي قاعدة الثلث :-
- ثلث من المرضى يتحسنون تماما ولا يحتاجون الى دواء بعدها
- ثلث يتحسنون بنسبة عالية جدا لكن تبقى بقايا بسيطة جدا قد تحتاج الى جرعات خفيفة جدا من الدواء
- ثلث لا تتحسن حالتهم وقد يصعب علاجهم واحيانا قليلة تتدهورحالتهم وحينها نحتاج الى استمرار الأدوية وبشكل مكثف واغلب هؤلاء موجودون بشكل شبة دائم في المصحات النفسية .
اتمنى ان اكون اجبت على شيء بسيط مما قد يدور في اذهان الكثير من الناس حول ادمان الأدوية النفسية وللحديث بقية