الملك أحمس الأول أو "نب بحتي رع" هو أول ملوك الأسرة الثامنة عشر، ويعني اسمه "المولود من القمر"، وقد استقرت عائلته في طيبة.
وقد تولى الحكم فى الفترة من 1504 وحتى 1462 قبل الميلاد، في سن السادسة عشرة، وهو ابن الملك "سقنن رع" الذي بدأ كفاح مصر لطرد الهكسوس، الذي يبدو أنه قتل خلال العمليات العسكرية إذ وجدت رأسه مصابة بخمس إصابات متفرقة.
وعقب وفاة أخيه "كاموس"، استعدته والدته لمحاربة الهكسوس بعد وفاة والده، فأعد جيشاً قوياً مدرباً على فنون الحرب واستخدام العجلات الحربية "التى كان يستعملها الهكسوس"، وانضم إلى جيش التحرير الكثير من المواطنين. زحف "أحمس" إلى الشمال، وشدّد الهجوم على الهكسوس فى عاصمتهم "أواريس" حتى دخلها، وظل يطاردهم عبر شمال سيناء حتى فلسطين، حتى شتت شملهم في السنة الخامسة من حكمه، عند حصن "شاروهين" ولم يظهر اسمهم بعد ذلك في التاريخ. عاد "أحمس" إلى وطنه منتصراً، واستقبله شعب مصر استقبالاً رائعاً، وبذلك انتهت من تاريخ مصر فترة احتلال أجنبى بغيض.
عقب ذلك بدأت فترة جديدة من تاريخ مصر القديمة يعرف باسم الدولة الحديثة، حيث قام أحمس بإعادة بناء الحدود والأهداف والنظام الإداري واستمر في استصلاح الأراضي، وعمل على إصلاح الأمور الداخلية للبلاد، فقضى على نفوذ حكام الأقاليم، واتجه على رأس جيش جنوباَ للقضاء على النوبيين الذين حالفوا الهكسوس، وكوّن أحمس أول جيش نظامي حديث، وشجع أفراد الشعب على الدخول في سلك الجندية، وخلال فترة حكم هذه الدولة أصبح للمرأة المصرية دور أكبر من خلال زوجات الملوك والأمراء وأمهاتهم.
واستمر أحمس الأول يحكم مصر فترة طويلة من الزمن، وقد عثر على موميائه ضمن خبيئة الدير البحري عام 1880، بينما لم يتم العثور على مقبرته حتى الآن