بلغني أن الناس هابوا شدتي وخافوا غلظتي
وقالوا لقد اشتد عمر ورسول الله بين أظهرنا
واشتد علينا وأبو بكر والينا دونه
فكيف وقد صارت الأمور إليه ؟
ألا فاعلموا أيها الناس ، أن هذه الشدة قد أضعفت ،أي تضاعفت
ولكنها إنما تكون على أهل الظلم والتعدي على المسلمين .
أما أهل السلامة والدين والقصد، فأنا ألين إليهم من بعضهم لبعض .
ولست أدع أحدا يظلم أحدا أو يعتدي عليه ، حتى أضع خده على الأرض ، وأضع قدمي على خده الآخر ، حتى يذعن للحق .
وإني بعد شدتي تلك لأضع خدي أنا على الأرض لأهل الكفاف وأهل العفاف .
أيها الناس ، إن لكم علي خصال ، أذكرها لكم ، فخذوني بها .
لكم علي ألا أجتبي شيئا من خراجكم وما أفاء الله عليكم إلا من وجهه .
ولكم علي إن وقع في يدي ألا يخرج إلا في حقه .
ولكم علي أن أزيد عطياكم وأرزاقكم إن شاء الله تعالى .
ولكم علي ألا ألقيكم في التهلكة
ولكم علي أن أسد ثغوركم إن شاء الله تعالى .
ولكم علي إن غبتم في البعوث ( أي في المعارك) فأنا أبو العيال حتى ترجعوا إليهم .
فاتقوا الله ، وأعينوني على أنفسكم بكفها عني ، وأعينوني على نفسي بالأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر ، وإحضار النصيحة فيما ولاني الله من أموركم .